نزار قباني


نزار قباني


حينَ أنا سقطتُ في الحُبِّ
تغيَّرتُ..
تغيَّرتْ مملكةُ الربِّ
صار الدُجى ينامُ في مِعْطفي
وتُشْرِقُ الشَمسُ مِنَ الغرْبِ..

لِماذَا.. لِماذَا..منذُ صِرْتِ حبيبتي
يُضيءُ مِدادي. والدفاترُ تُعْشِبُ
تغيَّرَتِ الأشياءُ منذُ عشقِتني
وأصبحتُ كاللأطفال.. بالشَمسِ ألعَبُ
ولستُ نبيًّا مُرْسَلاً غير أنّني
أصيرُ نبيّاً.. عندما عنكِ أكتُبُ.

مَحْفُورةٌ أنتِ على وَجْهِ يَدِي..
كأسْطُرٍ كُوفِيّةٍ
على جِدارِ مسجدِ..
مَحْفورةٌ في خَشَبِ الكُرْسيِّ.. يا حبيبتي
وفي ذِراعِ المَقْعَدِ..
وَكُلَّما حاولتِ أن تَبْتَعِدي
دقيقةً واحدةً
أراكِ في جَوْفِ يدي..

حينَ أكونُ عاشقاً
أجعَلُ شاهَ الفُرْسِ مِن رَعِيَّتي
وأُخضِعُ الصينَ لِصَوْلجاني
وأنْقُلُ البِحارَ مِنْ مَكانِها
ولو أردتُ أُوقِفُ الثواني

حين أكونُ عاشقاً
تَنْفَجرُ المياهُ مِن أصابعي
ويَنْبتُ العُشْبُ على لساني
حين أكونُ عاشقاً
أغْدو زماناً خارجَ الزمانِ

جميعُ ما قالوهُ عنّي.. صحيحْ
جميعُ ما قالوهُ عن سُمْعتي
في العِشْقِ والنساءِ. قَوْلٌ صحيحْ
لكنّهمْ لمْ يَعْرِفوا أنّني
أنْزِفُ في حُبِّكِ مثل المَسيحْ

وكُلَّما سافرتُ في عينيْكِ يا حبيبتي
أُحِسُّ أنّي راكبٌ سُجَّادةً سِحريَّهْ
فغيمةٌ ورديَّةٌ ترفعُني
وبَعْدَهَا.. تأتي البَنفسَجيَّهْ
أدُورُ في عينيْكِ يا حبيبتي
أدُورُ مثلَ الكُرَة الأرضيَّه..
Posted on 5:48 a.m. by Musa Ammar Majad and filed under , , | 0 Comments »

0 comentarios: